روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | هل الجلوس أمام الإنترنت خطر؟.. التأثيرات الفسيولوجية والبيولوجية للإنترنت

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > هل الجلوس أمام الإنترنت خطر؟.. التأثيرات الفسيولوجية والبيولوجية للإنترنت


  هل الجلوس أمام الإنترنت خطر؟.. التأثيرات الفسيولوجية والبيولوجية للإنترنت
     عدد مرات المشاهدة: 1073        عدد مرات الإرسال: 0

إن شبكة الإنترنت الآن أصبحت من أهم منافذ التواصل مع الآخرين ورؤيتهم والحديث معهم من على البعد، وأيضا فى البيع والشراء، وكذلك عقد الصفقات التجارية مع كافة أنحاء العالم، والتعليم عن البعد حتى الحصول على الشهادة، وأيضا إجراء الفحوص الطبية، والعمليات الجراحية عبر الإنترنت، ومشاهدة الأفلام والأغانى فى كل الدنيا دون أن تبرح مكانك، والاطلاع على أحدث الكتب وقراءتها، أو قراءة ملخص لها، واللعب والتسلية من خلال ألعاب الفيديو جيم المختلفة.

بل إن الإنترنت أصبح من أهم وسائل التواصل والحوار، من أجل توصيل وجهات النظر المختلفة على المستوى السياسى والدينى والثقافى والاقتصادى والاجتماعى، لهذا فإننى أعتقد أن الانسياق للجلوس أمام شاشة الكمبيوتر، والاستخدام غير المرشد لشبكة الإنترنت، أو المغالاة فى لعب الفيديو جيم، إنما تعد من أخطر الأشياء سلبية على صحة الإنسان ومزاجه النفسى.

بالإضافة طبعًا إلى ما يمكن أن يكتسبه الإنسان، خاصة الشباب والأطفال، من عادات وأفعال غير مرغوب فيها عند الدخول لمنافذ سيئة السمعة، فتجارة الجنس على الإنترنت تعد من أقوى أنواع البيزنس الذى يصل حجمه إلى أكثر من 100 مليار دولار حسب ما نشر أخيرًا.

والحقيقة أن الكمبيوتر والتليفزيون يحدثان نفس التأثيرات الفسيولوجية والبيولوجية التى تحدثنا عنها، وألعاب الفيديو جيم بصفة خاصة تعد من أخطر الأشياء على صحة الإنسان، خاصة الأطفال، إذا طالت فترة استخدامها، وهى أيضًا يمكن أن تسبب نوعًا من الإدمان، فالإنسان يشعر من خلال ممارستها بنوع من الهروب وشغل الذهن عما يدور بذهنه أساسًا ويشغله.

وبالتالى فهناك رد فعل منعكس شرطى يتولد لدى الإنسان، ويربطه باستخدام هذه الألعاب، وعلى الرغم من أن مثل هذه الألعاب قد ترفع من مستوى ذكاء الطفل وتمتعه، إلا أنها إذا أسىء استخدامها وطالت مدة الجلوس أمامها، فإن الإنسان يقوم من أمامها منهك القوى، مستنفذ الطاقة، ولديه إحساس بالتعب، وربما يشعر ببعض الدوخة وأحيانًا الغثيان، وفى عام 1997 تم رصد أكبر عدد من الحالات التى أضيرت من خلال هذه الألعاب فى اليابان، فقد أصيب ما يقرب من سبعمائة من الأطفال، وهرع بهم أهلهم إلى المستشفيات، وهم يعانون من نوع من الصرع الذى يأتى نتيجة لمنبه بصرى Optically Stimulated Epileptic Seizures، وذلك نتيجة لتعرضهم للفلاشات المتلاحقة من الضوء عند ممارستهم للعبة "البوكيمون" فى الفيديو جيم، والتى نزلت إلى الأسواق آنذاك.

وكانت نوبات الصرع وبعض المضاعفات الجانبية الأخرى حافزًا لأن يصاحب كل لعبة جديدة من ألعاب "فيديو جيم" تحذيرًا بألا يجلس أمامها المستخدم لمدة طويلة، وذلك فى الكتاب المصاحب للعبة، والذى يشرح تفاصيلها، واشتكى بعض الآباء من أن جلوس أبنائهم أمام بعض هذه الألعاب لمدة 15ـ30 دقيقة، يحدث لهم نوعًا من الدوار والغثيان نتيجة للحركة السريعة على الشاشة التى تؤثر على التوازن البصرى، والذى ينتقل إلى مراكز الاتزان فى الأذن الداخلية والمخيخ، لذلك فإن رقابة الأهل، وإلزام الطفل بوقت معين للعب، يعد أمرًا فى غاية الأهمية من أجل المحافظة على صحته وسلامته.

اسم الكاتب: د.عبد الهادى مصباح

مصدر المقال: موقع اليوم السابع